نقار الخشب إحدى طيور عائلة القراع، التي تضم حوالي 218 نوعًا من الطيور.
كما يعد من الطيور الجذابة ذات الألوان الزاهية والرائعة، يتراوح طول الطائر ما بين
20 – 50 سم. تعيش الطيور الأكبر حجمًا في جنوب أوروبا.
تجدر الإشارة أن نقار الخشب تتمحور حياته كلها حول التنقير على جذوع الأشجار، من أجل البحث عن الطعام وبناء العش والتزاوج.
فما هو سر إعجاز خلق الله سبحانه وتعالى لهذا الطائر؟ هذا ما ستطرحه سطورنا التالية.
الخصائص التي تميز طائر نقار الخشب
سمي هذا الطائر باسم نقار الخشب، نسبة لوظيفته التي خلقها الله سبحانه وتعالى من أجلها.
يقضي هذا الطائر حياتها كلها ينقر على خشب جذوع الأشجار، كما ينقر الطائر حوالي 20 نقرة في الثانية الواحدة بصوت واضح ومسموع؛ بمعدل 12 ألف نقرة في اليوم.
كذلك ينقر الطائر على الخشب بسرعة 13 -15 ميل في الساعة، وبقوة تعادل 1000 مرة قوة الجاذبية الأرضية.
لماذا ينقر الطائر على الخشب؟
يعد هذا طائر نقار الخشب من الطيور التي خلقها الله عزوجل من أجل فائدة البيئة وخلق التوازن البيئي في الحياة البرية فلماذا ينقر هذا الطائر على الخشب؟
ينقر طائر نقار الخشب من أجل ما يلي:
- وسيلة للبحث عن الغذاء: إذ يتغذى على الحشرات واليرقات التي توجد في لحاء خشب الأشجار، لذا يعمل كمقاوم طبيعي للآفات التي تضر بالأشجار,
لذلك يعد من طيور المنفعة في البيئة. - وسيلة لفرض السيطرة وتحديد مناطق النفوذ: يحدد الطائر المنطقة التي يعيش فيها بالنقر على الخشب، ولا يسمح لأي طائر آخر القدوم إلى هذه المنطقة.
كما تقام معارك بين الطيور من أجل النقر على الخشب، من يفوز بالمعركة هو من ينقر على خشب هذه المنطقة. - لغة مشتركة بين الطائر وجنسه، يتحاور الطائر مع باقي طيور سربه بالنقر على الخشب.
- وسيلة لجذب الإناث: الطائر الذي يحدث صوت أعلى وأقوى يجذب الأنثى ويصبح هو الفائز بها.
- صناعة العش: ينقر الطائر في جذوع الأشجار لبناء العش، إذ أن عش طائر نقار الخشب عبارة عن تجويف بداخل جذع الشجرة.
كيف يقاوم نقار الخشب الصدمات؟
نعرف جميعًا أن ارتجاج المخ يحدث نتيجة ضربة أو صدمة قوية على الرأس، تؤدي إلى ظهور أعراض مثل: صداع أو فقد في الذاكرة أوفقدان في أحد الحواس كفقدان البصر.
فكيف لا يتأذى هذا الطائر بهذا الكم الهائل من النقر على الخشب وبهذه السرعة والقوة؟
هذا ما سنتعرف عليه سويًا الآن من خلال “التركيب التشريحي المذهل لطائر نقار الخشب”.
يتمثل التركيب التشريحي للطائر فيما يلي:
-
تركيب الجسم
سنتحدث في التركيب التشريحي للطائر عن كل من:
- الأرجل: هي الأداة التي يستخدمها الطائر في الهبوط على الأشجار والمسك بجذع الشجرة وتثبين نفسه.
تتكون الأرجل من مخالب قوية وطويلة، اثنان في الأمام واثنان في الخلف كي تمكن الطائر من التمسك بقوة في جذع الشجرة وتحمل الاهتزاز الناتج من التنقير على الخشب. - ذيل الطائر: يتكون من ريش طويل وقوي، إذ يقوم الطائر بالضغط بذيله على جذع الشجرة بثبات فيما يعرف بخاصية: التشتت الدائري للطاقة Circular depression of energy.
- العضلات: تتميز عضلات الرقبة والكتف بأنها عضلات قوية جدًا، كي تعطي قوة دفع قوية وقت التنقير وتعطي قوة تحمل لارتداد الطائر بعد التنقير على الشجرة
فيما يعرف بقانون نيوتن الثالث للحركة “لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه”.
-
منقار الطائر
عندما تنظر بالعين المجردة إلى منقار طائر نقار الخشب تجد أن الجزء العلوي والسفلي للمنقار متساويان في الطول. لكن الحقيقة الجزء السفلي أطول من الجزء العلوي.
وذلك لأن منقار الطائر يتركب من جزئين وهما: جزء عظمي وجزء قشري.
فنجد الجزء العظمي للجزء العلوي للمنقار أقصر من الجزء العظمي للجزء السفلي، لكنه مغطى بطبقة قشرية تساويه في الطول مع الجزء السفلي للمنقار، لذا نراهما متساويان في الطول.
الجدير بالذكر أن فائدة هذا التركيب تعود على الطائر وقت تنقير الخشب، إذ أن القوة المردودة تعود على الجزء السفلي للمنقار لأنه هو الجزء الأصلب.
كما أن قوة النقر لاترتد على الجزء العلوي للمنقار، فبهذا تحمي الرأس والجمجمة من قوة الارتداد.
تجدر الإشارة أن 99.7 % من قوة الصدمة يستقبلها جسم الطائر، 0.3% من قوة الصدمة ترتد على الرأس والجمجمة لذا يتحمل نقار الخشب الصدمات.
لكن 0.3% من قوة الصدمة يعادل 1000 مرة قوة الجاذبية الأرضية، فكيف لا يتأثر بها المخ؟ فيرجع ذلك إلى تركيب جمجمة الطائر.
-
الجمجمة
تتكون عظام جمجمة الطائر من نسيج عظمي أسفنجي سميك، خاصة الجزء الأمامي والخلفي.
وكأن الطائر يرتدي خوذه لحمايته من الصدمات، فبذلك يتحمل الطائر قوة الصدمات في أثناء نقر الخشب.
-
المخ
يتميز مخ طائر نقار الخشب بصغر حجمه، مما يجعله أكثر ثباتًا داخل الجمجمة.
كما أن السائل الدماغي او السائل العصبي الذي يحيط بالمخ قليل جدًا.
لذا لا يعطي مجالًا لحركة المخ داخل الجمجمة فيصبح المخ أكثر ثباتًا.
الجدير بالذكر أن الصدمة تنتقل للمخ بأكمله وليس جزءً منه فقط في أثناء نقر الطائر الخشب.
مما يؤدي إلى حماية المخ من الصدمات.
-
الرقبة
يستطيع الطائر النقر على الخشب وتغيير اتجاه النقر دون أن يغير اتجاه الرقبة، مما يقلل من تلقي الصدمات على جسم الطائر.
-
العين
تحتوي عين طائر نقار الخشب على غشاء شفاف يغطي العين يعرف بالجفن الثالث.
يعمل هذا الغشاء على حماية العين من شظايا الخشب في أثناء نقر الطائر على جذوع الأشجار.
كما يحمي العين من الخروج خارج الجمجمة في أثناء حدوث الصدمة مع جذع الشجرة وارتدادها على جسم الطائر.
بالإضافة إلى أنه يعمل على حماية الشبكية من التمزق والتهتك وقت حدوث الصدمة بين الطائر وجذع الشجرة في أثناء النقر على الخشب.
لذا يعمل الجفن الثالث لعين الطائر كنظارة واقية تحمي العين من دخول شظايا الخشب والتهتك والتلف.
-
اللسان
يبدأ منشأ التركيب التشريحي للسان الكائنات الحية من البلعوم أو الحلق، لكن في طائر نقار الخشب يبدأ اللسان من عند فاتحتين الأنف ويمر بين العينين ويمر من خلف الجمجمة ويحيط بها حتى يصل إلى منشأ الفم ويخرج من الفم.
يترتب على هذا التركيب التشريحي المميز للسان الطائر ما يلي:
- يعمل اللسان كحذام مثبت للجمجمة في مكانها، فعند تلقي الصدمات يظل المخ ثابتًا في مكانه (يقلل من ارتجاج المخ داخل الجمجمة).
- كما يعمل اللسان المار خلف الجمجمة كوسادة تحمي الجمجمة من الخلف أيضًا عند النقر على الخشب.
تجدر الإشارة أن كثير من الأبحاث العلمية تقام على طائر نقار الخشب من أجل تنفيذ هذه التقنية الإلهية العظيمة على السيارات والطائرات. كي تقل الصدمات والحوادث.
ختامًا، تبين لنا عظمة الخالق سبحانه وتعالى في إعجاز خلق طائر نقار الخشب. نظرًا لتركيبه التشريحي المختلف والمميز. كما يلعب الطائر دورًا مهمًا في التوازن البيئي في الحياة البرية وذلك لأنه يتغذى على الآفات والحشرات المضرة بالأشجار.
اقرأ أيضًا